رغم مرور 30 عاما على قيادته للمنتخب الأرجنتيني إلى إحراز أول لقبيه في بطولات كأس العالم لكرة القدم ، يثير اسم لويس سيزار مينوتي مشاعر مختلطة ومتباينة في الأرجنتين .
وقال هوجو نارفايز المطلع على كرة القدم الأرجنتينية في تعليقه على مينوتي المعروف بلقب "النحيف" والذي يحتفل اليوم الأربعاء بعيد ميلاده السبعين :
" إما أن تحبه أو تنفر منه فليس هناك أمر وسط بينهما " .
ويحرص مشجعو مينوتي على الإشارة إلى العلاقة الرومانسية والمهذبة له مع لعبة كرة القدم بينما يقول منتقدوه إن الفوز بلقب كأس العالم 1978 بالأرجنتين كان آخر إنجازاته في عالم التدريب .
ولا يغفر البعض حتى الآن لمينوتي رضاه التام بالحكم العسكري الديكتاتوري الوحشي في بلاده آنذاك والذي أسفر عن مقتل نحو 30 ألف مواطن حيث استغل مينوتي النجاح الرياضي لفريقه في ذلك الوقت لصالح هذا الحكم الديكتاتوري .
وقال مينوتي إلى جورج فيديلا الحاكم العسكري للأرجنتين عام 1979 بعد فوز المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) في اليابان :
" يمكن للناس أن يفتخروا بأن لهم رئيسا مثلك " .
وفي دفاعه عن نفسه ، يقول مينوتي دائما إنه لم يكن يعلم بالتعذيب والقتل الذي لقيه المواطنون على يد النظام العسكري الحاكم وأنه لم يكن سيستمر في عمله مديرا فنيا للفريق لو علم بذلك .
وصرح مينوتي إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن هناك العديد من "الأكاذيب" التي أحاطت بكيفية تعامل بلاده مع إحراز لقب بطولة كأس العالم 1978 بعد الفوز على المنتخب الهولندي في المباراة النهائية .
وقال مينوتي :
" يقولون الآن إن الفريق كان مطلعا على الجرائم التي ارتكبت آنذاك وأنه كان مسئولا. ويبدو كما لو كان الفريق هو الوحيد الموجود في الأرجنتين خلال تلك الفترة. واحتفل الملايين بهذا الفوز بعد المباراة النهائية وتوافد الملايين من كل مكان " .
وأضاف :
" عندما تسأل الآن يقال إن الشوارع كانت خاوية ولم تكن هناك احتفالات. احتجنا أربع ساعات من أجل قطع كيلومترين فقط بعد انتهاء المباراة وتحقيق الفوز. فمن أين جاء هذا الهراء ؟ " .
واحتفل مينوتي المعروف بدفاعه الشديد عن كرة القدم الهجومية بأول نجاح له في مسيرته التدريبية من خلال الفوز بلقب الدوري مع فريق هوراكان الأرجنتيني عام 1973 .
ولكن كل إنجازاته تتضاءل أمام إنجازه مع المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 1978 ثم كأس العالم للشباب في العام التالي باليابان على الرغم من توليه تدريب فرق بوكا جونيورز وإندبندنتي وريفر بليت الأرجنتينية بالإضافة لتدريب فرق أتليتيكو مدريد وبرشلونة الأسبانيين وبينارول في أوروجواي .
كما فشل مينوتي المدخن بشراهة في ترك أي بصمة مع المنتخب المكسيكي الذي تولى تدريبه لمدة 15 شهرا .
كما أنهى مينوتي مسيرته التدريبية في المكسيك مع فريق تيكوس لكنه استمر خمسة أشهر فقط في منصب المدير الفني للفريق ورحل عنه احتجاجا على تصرف أنطونيو ليانو رئيس النادي ببيع اللاعب إيمانويل فيا إلى ديربي كاونتي الإنجليزي دون استشارته .
ورغم تقدمه في السن قد يعود مينوتي إلى العمل في مجال كرة القدم حيث ، قائلا :
" ولدت في الاستاد وسأموت في الاستاد " .